من منا اكتفى بما عنده من النعم بل وشكر الله عليها ولم ينتظر المزيد ، أعتقد لا أحد فالكل ينظر الى الجانب الفارغ من الكوب ويتمنى المزيد والمزيد غير راض بما حباه الله من النعم - الا من رحم ربى – وينظر لغيره ممن لديه نعما آخرى متمنيا لنفسه مثلها وقد تناسى أن الله يمنع شيئا ليهب أشياء .
لقد مررت بموقف جعلنى أرضى بما منعه الله وأن أدرك ان فى المنع حكمة كما فى العطاء نعمة.
تحدثت ذات مرة الى نفسى ولكن كان حديثا مختلفا خاليا من هوى النفس فقلت لقد منع الله منى هذه النعمة وهو يعلم علم اليقين أن وجودها فى حياتى الآن لا يتناسب مع حالى فهل أتمنى لنفسى ما لم يرضه الله لى حاشا لله ، لقد أراد الله لى الخير بالمنع وأنا لا أرضى بالخير الذى أحبه الله لى وجعلت من هذا الموقف نبراسا لحياتى كلما أظلم الطريق تذكرت هذا الموقف لأعود من جديد.
ولو أن كل منا نظر الى منع الله على أنه نعمة تستحق الشكر لعم الخير فى الأرض فاللهم لك الحمد على ما منعت ولك الحمد على ما أعطيت فمنعك حكمة وعطاؤك نعمة اللهم أرضنا بما رضيته لنا والحمد لله رب العالمين